الجمعة، 16 يناير 2015

بيروت يا أنتِ

 أنتِ لي ، أنتِ لي
عانقيني .
اهٍ كم تخيلتُكِ بيروت
ألم أُخبركِ بأن بيروت تُشبهكِ كثيراً ، تجمع كل التناقضات في روحٍ واحدة .
بيروت مثلُكِ جميلة
بيروت مثلُكِ فاتنة
بيروت مثلُكِ مُغرية
بيروت مثلُكِ راغبة
بيروت مثلُكِ راهبة
آهٍ كم أعجب منك ومن منطقك وهل تشبه فتاة مدينة ؟ !
نعم فشفتاكِ مينائُها
ودموعكِ بحرُها .
أنتِ كذالك .
حسناً وأنا طالما أيقنت بأن حُبكَ كحرب بيروت لا طاقة لي بِها .
بيروت عاشت ومازالَ وجهها بهيٌ كفتاة عاشقة ، قلبُها ينبض رُغم الأوجاع والألم وأنتِ هكذا تعيشين .
أخاف أن لا أكون بقوتها وأغرق في مستنقع الحياة !
الإيمان بالحياة أنجاها من الغرق وسيُنجيك .
لكنني ضعيفة أمامك رغم قوتي بِكَ ، أشعر بأني مُحاصرة !
ضَعفُكِ سِرُ قوتك هكذا كانت بيروت مثلُكِ ، كسرت كل قيود المعقول واللامعقول وتحررت .
لكنها جُرحت .. نزفت .. تقسمت !
جروحٌ عابرة ونزفٌ تقدس دمه ، والتئمت جراحهُ كأجمل ما تلتئم الأضداد ، هكذا بيروت مثلُكِ ترتقي فوق الجراح والصعاب والمؤامرات وتجمع كل هذه المُتناقضات .
إذاً حررني من قيود مخاوفي .. ووحدني بعناقٍ وسلام .
بيروت أو يا أنتِ
أنتِ لي ، أنتِ لي
عانقيني .

بقلم: سارة زمط

الجمعة، 5 ديسمبر 2014

الأقنعة المقدسة

هواجس هواجس ، تعيشين داخل هالة من الهواجس ! 
لما نُخبي مشاعرنا وأحاسيسنا داخل هذه الهالة اللعينة ؟ 
لما كل هذا الخوف ؟ ! . 
لا أعتقد أني أعيش أيما هواجس ضاغطة ، كل مافي الأمر أني لا أمتلك أي شعور ، فقط أشعر بتمزق روحي رغم كل ما حصل . 
أرغبتُكِ متطهرة ؟ 
مترهبنة ؟ 
طالما أنها ليست مشاع فالجواب : نعم  ، ليست مُترهبنة ، لكنها مغتسلة بماءٍ مُقدس . 
مُجاراة طُهر عشقُكِ مؤلم لذاتي ، التي تعودت على الحُب الأرضي بكل مدنساته ! . 
إرتقائُكَ لعشقي الروحي سيُطهرُكَ . 
لا أريدُ أن أتطهر ، قد سئمتُ دخول محرابَ قداستُكِ ، وكنيسةُ عشقُكِ .. أنا إبنُ الأرض لحمي ودمي منها ، قد أدمتُ الحياة روحي بأغلالِها . 
لكنكَ يوماً ما لن تُدميني ، على هذا أُقامر الأرض والحياة على تطهيرُكَ . 
ربما تقصدين أُحارب وأُقامر ؟ . 
أكره الإنتصارات السريعة ، لذالك لن أعتبرها حرب ، لأني تعودت عدم الإستسلام والانتصار دائماً .. اعتبرها مُقامرةً كمعرفتي بكَ . 
ستفوزين بِلذةَ عشقُكِ الطاهر ، وستنتهي حياتي كأحد البؤساء العُشاق ، وما أكثرهم هؤلاء أبناء الأرض . 
ما أعظمهم هؤلاء ، وحدهم من بيقيت أرواحهم في الأرض ، وأصواتهم اخترقت صمت السماء .. ألم أقل لك : أنني أسعى لإرتقائُكَ . 

السبت، 1 مارس 2014

ولادة حياة

هل أُخبرُكِ بأني رُغمَ الغياب لمْ يُفارق طيفُكِِ خيالي , أراكِ تُحدثيني وتَجولين مَعيَ في كُل مكان تَجلُسينَ عَلى أطراف مكتبي  وتَعبثينَ بأوراقي القديمة كطفلةً مُدللةً تَخلقُ عِطراً خاصاً مِن رائحةَ جَسدها وقِطَع الشُوكولا التي تَتَناولها وأوراق الكُتب الصَفراءِ التي تُحاول العبَث بِها بطريقةٍ مُستفِزة لِلفت انتباهي كدعوةً بريئةً لِمُلاطفتِها .

" أرضُ الحياةُ الذهبية " كَما يُسميها , المَكان الذي جَمع بينَهُما قَبل الرحيل , كَانت تَقفُ فَاتحةً زراعَيهَا للشمسِ , للسماءِ سامحةً للهواءِ أن يُداعبَ الرسالةُ التي تَحمِلُها بَينَ أصَابِعُها , أن يُداعبَ جَسدُها ليتتطاير قَميصُها كاشفاً عن " ظُلماتها الثلاث " المُنتفخة قليلاً ولتُلامسَ سنابلُ القمح " الحيةُ دائماً " , كأنها تُقبلُ جَنينها النابضُ داخِلُها ويُذكِرُها بأنهُ مَنَحها الحياة كَما وعَدها

" ها هي الشمسُ تَمُوتُ غارقةً في البحرِ تَاركةً سَنابلُ القَمحَ وحيدةً خَائفةٌ مِنَ المَوتِ إن لَمْ تَعُد لَها غداً أُنظُر كَيف انحنت كيف تَخلى عَنها بَرِيقُها الذهبي وصَبغها لونَ الغروب كَأنها تَنزفُ قطرات دمٍ مُعلنةً استِسلامُها للموتِ , أشعُر بالحُزنِ لأجلِهَا , نظرَ إليها نظرةً فتسربَ إليهِ شُعاعاً ولِدَ مِن بَريق عينيها الواسعتان , فأحاطَها بِذراعيهَِِ وأخذَ يستنشقُ فَواحَ خِصلات شَعرها كَمن يعبئ رئتيه لرحلةٍ قد يطول أمَدُها إلى الأبد , واقتربَ مِن عُنقها أكثر متنهداً : " جَيد أن تَحزني , هذا يَعني أن إحِساسُكِ بما حَولكِ في هذا الكون الواسع مازال على قيدُ الحياة " , تشبثت بذراعيهِ أكثر : " وهل في الحُزن حياة ؟ " .

" الحُزنُ ما هوَ إلا نقيضٌ للفرح وكُل نقيضُ حياةٍ حتى المُوتَ حياة , ألمْ تَصِفي غِيابَ الشمسُ بالموت كَونها غادرت لتمنحَ القمر حياتهِ الآن , وما وصفتهِ بقطرات دمٍ مَا هيَ إلا مَخاضٌ لضوء القمر كدمٍ يُلَطِخُ الجنين ليتعرفَ بعدهُ عَلى نور الحياة , تذكري دائماً أن الحياة مُلك للحياة حتى الموتُ للحياةِ "

ابتسمت قائلةً : " وأنتَ مُلكاً لي " , قبل جَبينُها قَبل أن يستَلقيا على الأرضِ : " أنا لكِ نعم أمَا مُلكاً لكِ فَلا , سَأكونُ رجلٌ لكِ لا مُلكاً لكِ " . عَقدت بين حاجبيها مستفهمةً : " وكيفَ يُحبُ الرجلُ إمرأتهِ إن لَمْ يَكُن مُلكها وحدها لا شريكَ لَها بهِ ؟! " .

أجَالَ بنظرهِ إلى السَماءِ ومِن ثم نَظر إلى الأرضِ وصَمتَ قليلاً : صعبٌ أن يُمتلكَ الحرُ أمَا جسدهُ فنعم أمَا حُبهُ فنعم أما روحهُ فلا , هُنالك مالكٌ آخرٌ غَيرُكِ , تنهدت بدورها مُستنكرةً : " لكن الروحَ أعظمُ مَا يُمكن أن يُمنح في الحُب , أولم يُحبُ الله الأم ليمنحها روحاً تُسمى جَنين؟! , والله قد مَنحكَ لي , " جَعل زراعهُ وسادةً لرأسِها : أجل ولكني سَأمنحُ روحي يوماً مَا أنثى غَيرُكِ , إمراةٌ عظيمة تُسمى الأرض , لم تَفهم ما رمى إليهِ مِن فَحوى كَلامهِ , لكنها إحتَضنتهُ بشدةٍ وكَأنها ترفعهُ عَن الأرضِ غيرةً أو خوفاً مُستَتر , لم تَعلم يَومَها بِما شَعرت لكنِها حَاولت الدفاعَ عَن مَا ظنتهُ مُلكاً لها بصوتها الدافئ : " لكنَ الأرض رجلٌ فَلا تاء التأنيثُ تَمنحُها أُنوثة " , ضَحِكَ عَلى بساطة دفاعها : " الأرضُ أُنثى الرجل , ورجلُ الأُنثى " . رُغم كُل مَاقالهُ أدرك أنها لم تُمسك بخيوط أفكاره فبادرها بقوله : " سأُعطيكِ شيئاً قَبل أن أُغادر غداً لثكنة الجيش مجدداً " , مَدت يدُها " ماذا ستُعطيني ؟ " قبلَ يدُها ومنحَ السنابل حق الشهادةُ على مََا سيحدثُ بينهما وقال : " سأمنَحُكِ حياة " .

وضَعت يَدٌ عَلى بَطنها والأخرى عَلى الأرض , أوفى بوعدهِ كالشمس مَنَحها الحياة حَتى في الغياب , ومَنَح رُوحه  إمراةً أُخرى إسمُها " أرضُ لِبنان " .

هكذا هُم الأبطالُ الشُهداء في جيشُنا اللُبناني , يَرحَلُون عَنا بصمتٍ وحُب وكِبرياء , بعدَ أن يمنَحونا " ولادة حياة " .

 
بقلم : سارة زمط


الثلاثاء، 21 يناير 2014

الأمتارُ الاخيرة

يعلمُ أنهُ سيجدُها هُناك تَتَأمل كعَادتِهَا متوحدةًً مَعَ ذاتِها ومَعَ الطبيعة التي تُحب , لكنهُ لَمْ يَتوقع أن يَراها مُستلقيةً على الشاطئ يُعانق جَسدُها المبلل حبات الرملٍ الذهبية , إقترب ليتمدد بنصفِ جسدهُ وينحني بالنصفِ الآخر فوقها هامساً : " رُغمَ بلل الجسد أرى شفاهً ذابلة كصحراءً قاحلة تنتظرُ غيثاً مِنَ القُبل " .

أشارت إليهِ ليقتربَ أكثر وبنفس نبرةَ الصوتِ ردت : " لا يمكن لصحراءٍ أن تحيا بمياهٍ مالحة " .
أبعدتهُ بيدها لتتمكنَ من الإستنادِ على ذِراعيهَا ليصبحَ هو بجانبها مُكملاً مَا ابتدأه من سخافاتهِ التي قطعت عليها حَبل تأمُلها المُحببُ لروحها : " أعجبُ مِن امراةٍ مِثلُكِ تقف أمامي شِبه عاريةً مبللةً تتمتزج مع الطبيعة لتشكلَ لوحةً عجائبية تدعوني سِراً لتأمُلِها وارضائِها وتُكابر على مَنحي قبلة " . نظرت لِما حَولها مُمتَعظةً مِن هذا التدخُل الذكوري النَزق الغير مُرَاعٍ لصفاءِ المنظر وجمالهِ ولحظةَ انسِجامَها مَع عِشقها الأبدي , وبعدَ لحظاتٍ مِن الصمت ابتدرتهُ بِمَا يدورُ في خُلدِها : " أتمنى لو خُلقتُ ورقةً مِن شجر أو قطرةَ ماءٍ أو خيطَ شمسٍ و ظِلالَ قمر لأكونَ مُجردةً مِثلُها مِن كُلِ شيئ مِن الشرِ والذُلِ والعبودية والظُلم والخُضوع والإستسلام ,أن أكون فقط حرة . هذهِ الطبيعةُ مَعصومةٌ مِنَ الشرِ وأسمى مِن كُلِ خَطيئة رُغمَ تعريها ".

هل تعلم بأنَ لِلعري أحياناً قداسة ؟ ! .

زوىَ بجبينهِ مُستفهماًٍ : كيفَ لِلعري قداسة ؟ ! .
أشارت بيدِهَا إلى السماءِ وبِهدوءِ صَوتَها الشجي أسمعتهُ لحناً فلسفي لَم يتوقعهُ مِنَها : " حِينَ ينبعُ السِترُ مِنهُ ، كَعُريَ الشمسِ , ذاكَ اللهبُ يَستُرها فَلا تَعُد تَرى عُريٌ فَاضح , بَل خِماراً بلونِ الحُب , يُغلِفُها خَوفاً مِن أن تَلقَح فَتحملُ بذنبِ نَاظِرُها" .
رَفعَ رأسهُ للشمسِ وكأنهُ يَراها لأول مرةٍ: " ماذَا لَو لمَْ يَكنْ لِهذَا العاشقُ مَكاناً لِلسترِ في قَوامَيسهُ العِشقية " ؟ ! .

جائهُ الجوابً كَصاعقةً هَوت مِن علياء مَنْ طَفحَ بِها الكيلُ : " هذا النوعُ مِنَ العشقِ يحتاجُ لنفسِ الأمتارُ الأخيرة , مَنْ يتعبُ أولاً يخسَرُ كُلَ شيئ " .
كمُتهمٍ مُتردد دافعَ عَن نفسهِ : " لكنهُ عاشقٌ مِنْ لحمٍ ودم , رُبَما سقط في الفخِ مِنْ نظرةٍ لذلكَ العُري " .
رَمت مِنْ يَديهَا حَباتُ الرملِ التي كانت تُداعبهُا ونظرت أليهِ نظرةً لَم يعهدُهَا مِنْ قبل : " لن يكونَ عاشقٌ إن لَمْ يفهم بأنها تُريد أن يَكونَ جَسدهُ لَها سِتراً" .

ابتسمَ ابتسامةً تَنمُ عَن خُبثٍ ! وفي الحقيقةِ هُوَ احتارَ في فَهمِ مَا تَرمي إليهِ . هَلْ هَيَ تُحبهُ فعلاً أم لا !فَانتفضَ واقفاً كَمَن لسعتهُ نارٌ حارقة .نَظرت إليهِ قائلةً : إلى أين ؟ .
أدارَ ظَهرهُ لَهَا مُمتعظاً : " أُحاول أنَ أقطعَ الأمتارُ الأخيرة " ! .
رُبَمَا أصابكِ بعضاً مِنْ نارِ الأشتياقُ مِثلي ! .
حِينَها سَتدورينَ في فَلكي , كَما هذهِ الشمسُ التي تَتَحدثينَ عَنَها .

ابتسَمت بتحدِ الواثق مِن عَدمِ فَهمهِ لِما رَمت أليهِ مِن لهيبَ كلِماتها المبطنة .
" أتَهربُ عَني عِندَ اشتياقُكَ لي ؟ " .
نَظرَ إليهَا وأطالَ التحديق بها وقال جُملتهُ الأخيرة : " لتَتَلهفي عَلي عِندَ هُروبي" .
 
بقلم : سارة زمط  




الاثنين، 16 ديسمبر 2013

سكير العشق والقديسة

إتخذَ قرارهُ بأن يُكلمُها إنتظرها خارجاً لتُنهي صلاتُها كمَا كانَ ينتظرُها يومياً فقط ليراها , أنهت صلاتُها ووضعت يدُها على يسارِ صدرها كأنها تُريد أن توقِفَ نبضاتُ قلبها المُتتالية بسرعة , شعُرت بأن شيئاً ما سيحدُث معَها نزعت الوشاح عن رأسِها وهمت بالخروج وهي تضعهُ حولَ عُنقها سمعت صوتاً يقول : " كم أنتي مغرية ! " التفتت باتجاهِ المصدر لتجدهُ أمامها " من أنت ؟ أسكيرٌ أم مجنون لا يوجد رجلٌ عاقل يقولُ لفتاةٍ خارجةً للتو مِن الصلاةِ وقداستُها بأنها مغريةً ! " إقترب مِنها أكثر ما جعلها تتراجعُ خُطواتٍ لترتطمَ بالجدارِ وترتجفَ خوفاً وارتباكاً لمُحاصرتهِ لها قَبل أن يرُدَ على سؤالِها : " حتى في محرابِ صلاُتكِ مُغرية , هكذا هو العِشقُ لا يستسلِمُ لمكانٍ أو زمانٍ أو حالٍ , طبعهُ الجنون والمجون , حتى في أقدسِ حالتهِ يا قِديسة " دفعتهُ بعيداً عنها راكضةً وهي تتلفتُ خلفَها لتتأكدَ إن كان يتبعُها , تعثرت ووقعت أرضاً ليُغمى عليها , استيقظت لتجدَ نفسُها بين ذراعيهِ , كان خائفاً جدا ابتسمَ لها وسألها بلهفةٍ : "هل قِديستي بخير ؟ " أومأت برأسها إيجاباً وهي تعترفُ لنفسِها " فُقداني للوعي بسببً تأثيرهُ عليَ , ترُى من هو ؟ " قطعَ تفكيرُها دعوتهُ لها إلى أحدَ المقاهي القريبةُ كي تستريح , لم تستطع أن ترفُضَ أو أن تكونَ فظةً مَعهُ , نظرةُ الخوفِ عليها التي لمحتها مُنذُ لحظاتٍ جعلتها ترضخُ للأمرِ الواقع ولفُضولِ إختراق تلك الهالةُ المُحاطةُ بهِ .
كانَ يتأملُهَا وهي تشربُ مِن فِنجانِ قَهوتِها شاردَ الذهنِ بما حدث " كم هي بريئة وكم أنا غَبيٌ باختيار أسلوب التعارف " , أرادت أن تُلطفَ الجو وأن تَشكُره على مساعدتهِ لها فقالت : " هل أنت شارداً بفنجانِ قهوتي أستطيعُ أن أطلبَ لك القهوة إن أردت ؟ " عدل من جلستهِ وأجابها ببرودٍ : " بل أريدُ أن أشربَ من فنِجانُكِ لكن بشرط من نفس مكانُ شفتيكِ لأتأكد أيُهما أشدُ حرارةً ! " أرادت أن تُجاريه بلعبتهِ فأجابت دُونَ تفكير " القهوةُ طبعاً " ضَحِكَ قائلاً : " أحرُ من شفَتيكِ ؟ أعتقدُ بأنَ شفتيكِ أكثرُ لذةً وأشدُ حرارةً منها " , عقدت بين حاجبيها ونظرت إليهِ بتحدٍ : " أعتقد , هذهِ الكلمةُ كفيلةٌ بعدمِ التأكيد " أجابها بذات التحدي : " لأني لم أنل شرفَ تقبيلهُما " . برائتها لم تُسعِفُها بالتغلُبِ عليهِ ومجارات جُرئتهُ ومجونهُ , ندمت لأنها دخلت تِلكَ الحلبةُ بنفسها ففضلت الإنسحاب , " لقد تأخرتُ عليَ الذهابُ الآن شُكراً لمساعدتكَ , فضلت أن لا تشكرهُ على القهوة خوفاً من أن يُكمل بلكماتٍ مِن الرُدودِ المفاجئةِ التي يُتقنُها , لكنها لم تَسلم , أمسكَ يدُها " إلى أين والقهوة ؟ ! " كان وجههُ يُعلن انتصاراً ووجهها يُعلن خجلاً فاضحا ًوارتباكاً ارتسمَ بتلعثُمِها " , أرجوكَ كفى دعني وشأني ! " أجابها : " إهدئي فكما للقديسةِ حقُ الرجاء والدُعاء لسكيرُ العشقِ هذيانٌ مُحلل " انتزعت يدُها مِنهُ قائلةً : " وما ذنبُ قديسةً لتُجاريَ رجلٌ عربيدٌ مِثلُكَ ؟ ! " ذنبُها أني سأكونُ راهبٌ لِحُبها وكاهنٌ لِجَسدها .
إنسحبت وهي تُردد يالله اجمعني بسكيرِ العِشق غداً , وذهب هو بسكرته ليُصلي أن تكُونَ قِديستهُ لهُ .
بقلم : سارة زمط .

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

لعبة الحياة و النرد

لم تَكُن لُغزاً كَما وصَفها , لكِنَها سَئِمت لِعبةُ الحياةَ مَعَها تعلمت أن لا تكُونَ نردَ حظٍ بينَ يدي أحدٍ , لأن النردَ يُرمى أرضاً كَذالك , أصبَحت الآن أنضج لم يَعُد يُغريهَا قوسُ قُزح بألوانهِ السبعُ لأنها أدركت الحقيقةُ بأن إمتزاجُ ألوانهِ معاً سيُشكلُ لوناً واحداً .
لم تعد طفلةً يُبهرُها ذاكَ الساحرُ بحيلةِ الحمامةِ البيضاءَ لأنها تُدركُ جيداً نهايةُ عرضهِ بإخراجهِ منديلاً و تقدمتهُ لها , الحروبُ دائماً تأتي تَحتَ شِعار حمامةُ السلام لِتُخلفَ بَعدها رمادٌ و دخان أوليسَ الحُبَ ناراً وسلام , أمواتاً و أحياء ؟ .

عدمُ إدراكهِ لذكائِهَا ومقدرتها عَلىَ إكتشاف حيلهِ سريعاً أو لرُبما إعتمد تلكَ القاعدةَ الشائعةَ في بلادنا بأن الحُبَ أعمى وتناسا بأن للأعمى إحساساً يَفوقُ مقدرة الخِدعُ البَصرية , فانقلبَ السِحرُ على الساحرُ وتحول كأوراقِ وردتهِ السحرية وتساقطت أوراقهِ واحدةً تلو الأُخرى , أحَبها فخسرها وخسر إحترامهُ لنفسهِ وخَسر وجودها , فلم يَعد لديهِ القدرة على مُجاراةَ لِعبةَ الحياة .


كانت تَخافُ تِلكَ الأُرجوحةُ المعلقةَ بحبالٍ طويلةٍ وكأنها مُعلقةٌ بينَ الأرضِ والسماء , لم يَعد بإمكانها المخاطرةُ بأحاسيسها وأحلامَها كقطعةِ نردٍ على طاولةَ لِعبةُ الحياةِ هذهِ , فلا أحداً سَيمنحُها إكسيرَ الحياةِ مرةً أُخرى , ولن يأتيَ ذاكَ الأميرُ ليوقظُها بقبلةٍ بَعدَ قضمةِ خيباتٍ متتالية .



إختارت أن تَعيشَ بنورِ قلبِها الخافت الباهت فضلاً عَلىَ أن تعيشَ ُكشمعةٍ تُطفأ وتذوبُ بمُجردِ نفحةً مِنْ أنفاسهِ المُخادعة .

بقلم : سارة زمط


الجمعة، 22 نوفمبر 2013

الجوع الى المحبة اعظم من الجوع الى الخبز ..
ma mere teresa
 
 بما اوحت لك النبوءة  ma mere  ليبوح قلبك بمجاعة عصرنا هذا , هل كنتِ  جائعة للحب ام  لعلمك بافتقارنا له و استبداله باشباع من نوع اخر ؟ 
هل فكرت بنا  ام انها كانت تتحصر على ما فاتها  ؟ الست ِ من قال  " اؤمن بالحب وجها لوجه "   انتِ من خدعتنا ma mere  ام  شياطينهم ؟ كان عليكِ ان  تملاءِ الفراغ  بجملة, احذروا فبعض الوجوه  عبارة عن قناع .
" يد ناعمة وحاضرة للخدمة , وقلب كريم حاضر للحب "  هكذا عرفتي دواء  كل داء  لكن  سقط عنك سهوا ربما ان تتركِ وصفة  لمرضى  الحب , الحنين , الخذلان , الاشتياق , الصدمة , الفراق , كان عليكِ  اختراع عقاقير كثيرة تخفف الم ماذكرت من امراض مستعصية الشفاء.
" فاقدين وعي و ايمان "  لقب اطلقته على من لا يهتم بالفقراء  , و نحن فقراء الروح وتعساء القلب ما لقبنا ؟ ام ان لا لقب لنا , لا اصل و لا فصل  ربما لقطاء  ؟
ربما وحدنا من اختارنا الله فعلا  لنكون حيث نحن , لكن  من نحن  ؟
اعتقد بانك  طرحتِ على نفسك  ذات السؤال حين قلتِ " لا يوجد في داخلي سوى الصقيع , لم تعد الارواح تجذبني "
باتت الارواح شريرة  ma mere واصبحنا نحن جسد جليد  داخله توقد النار 
لترقد روحك بسلام , ودعينا نصارع  الحياة
بقلم : سارة زمط